منتدى شباب وصبايا
أهلاًًَ وسهلاً بجميع الزوار و الأعضاء و المشرفون ...ألخ
الرجاء من الزوار ضغط (إخفاء أو تسجيل) و من المشرفون الضغط (دخول) و نرجو أن تدوم أوقاتكم سعيدة مع منتدانا شباب وصبايا إلى الأبد وشكراً
مع تحياتي

علي


لتعليمكم كيفية التسجيل الرجاء الضغط هنااا
منتدى شباب وصبايا
أهلاًًَ وسهلاً بجميع الزوار و الأعضاء و المشرفون ...ألخ
الرجاء من الزوار ضغط (إخفاء أو تسجيل) و من المشرفون الضغط (دخول) و نرجو أن تدوم أوقاتكم سعيدة مع منتدانا شباب وصبايا إلى الأبد وشكراً
مع تحياتي

علي


لتعليمكم كيفية التسجيل الرجاء الضغط هنااا
منتدى شباب وصبايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب وصبايا

شباب صبايا منورين المنتدى من جديد \\ رجائاً لأي إستفسار \\ alosh_alsalem@hotmail.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مسرحية بعنوان الكهف للفنان تمام العواني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
mad man
عضو فعال
عضو فعال



عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 31

لعب !!
لعبة النرد: 1

مسرحية بعنوان الكهف للفنان تمام العواني Empty
مُساهمةموضوع: مسرحية بعنوان الكهف للفنان تمام العواني   مسرحية بعنوان الكهف للفنان تمام العواني Icon_minitimeالأحد سبتمبر 19, 2010 7:18 am

هذه المسرحية من تاليف تمام العواني

المسرحية

(عارف رجل في الخمسين من العمر ...أنيق خجول, هادئ
موسيقى صاخبة , احتفاليّة ...
عارف منهمك بتزيين المكان ... طاولة إلى اليسار ... عليها كأسان ,وزجاجة فودكا وفاكهة , وبعض الشموع .
هاتف في زاوية المسرح ... آلة كمان مُعلـّقة على الجدار ..
ستارة سوداء في منتصف المسرح بشكل مستطيل , توحي
وكأنها غرفة صغيرة أو حمّام ...)
عارف : سيكون احتفالاً رائعاً بعيد زواجنا .. عشر سنوات مضت على زواجنا يا حبيبتي .. عشر سنوات كافية لأن يكون بيتنا جميلاً ودافئاً
( صمت )
أكاد أنتهي يا حبيبتي من تزيين الصالون ..
الضيوف على وصولهم .... بسرعة يا حبيبتي ...
( يرفع صوته, وكأنه يتحدث إلى أحد داخل الغرفة )
بعد قليل سنرقص معاً ونشرب الفودكا, الفودكا التي تحبينها ..[ يضحك ]
طبعاً سنرقص حتى نقع على الأرض دون حراك ..
أعرفكِ تحبين الرقص .. دائماً كنتِ ترقصين في الحقلات,
خاصة الحفلات التي تقيمها صديقتكِ عفاف .
أكيد أنتِ أفضل من رقص بين النساء, وأفضل من استطاعت إظهار مفاتنها أمام الرجال..
( ينفجر ضاحكاً )
طبعاً محسود .. كل الرجال كانوا ينظرون إليَّ نظرة الحاسد .. ومن شرِّ حاسِدٍ إذا حسدْ .
( بهدوء )
هيّا يا حبيبتي .. فقد مللتُ الإنتظار .. معقول !
ساعة بالحمّام ! وساعة في الكياج ! وساعة لارتداءِ فستانك.
والضيوف على وصولهم .. فقد دعوتُ لكِ الشـّلـّة ِ كلـّها.
أقصد شلـّة عفاف .. مع أنني لا أحبُّ الضيوفَ, ولا أحبُّ أحداً أن يزورني. [ يضحك]
لكن من أجلك يا حبيبتي دعوتهم .. من أجل أن ترقصي لنا
وتستمتعين.
( فجأة)
هالة إذا سمحتِ فستانكِ الأحمر لا ترتديه, فأنا لا أحبّه ..
أرجوكِ لا تلبسيه.. ارتدي أيّ فستانٍ آخرْ...
لديكِ الأسود والبنفسجي والأزرق.. نعم الأزرق .. الأزرق الجميل.. اشتريتـُهُ لكِ منذ شهرين.
( غاضباً )
أعرف .. أعرف أنّ لديكِ ألف فستان
[صمت قصير]
لكنّ فستانكِ الأحمر لا يعجبني.. يذكـِّرُني بلون الدّم.. والدم لا أحبُّهْ.
أوف منكِ ومن عنادك.. أرجوكِ لا تـُخالِفيني.. انزلي مرّة واحدة عند رغبتي وارضي غروري.
دائماً تحبّين إغاظتي .. لماذا ؟
لماذا تصرّين على ارتدائه في كلّ مناسبة!
( صمت طويل )
نعم لا أحبّه لأنه هديّة من السيد نزار... نعم نزار, تزار,
هو الذي دفع ثمنه .. لا أبداً , ليست عفاف, عفاف كانت مرسالاً بينكما .. نعم مجرَّد مرسال.. حاملة للهديّة فقط..
( صمت )
سمعتُ كلامها معكِ مصادفة..
عفاف طوال عمرها تأخذ ولا تعطي, مهمّتها إصلاح ذات البين...
[ يضحك ]
نعم إصلاح ذات البين, وتقريب وجهات النظر ...ما حاجتنا نحن للهدايا .. كلّ شيء موجود عندنا , نعم كلّ شيء...
من أجل أن أرضيكِ فعلتُ المستحيل..؟!
نعم المستحيل كي تظلـّي حولي.. قدَّمْتُ لكِ كلّ شيء, كي أحافظ َ على بيتنا... نعم بيتنا يا هالة.
نعم عفاف السبب.,. أنا لا أحبّها ولا أحبُّ ممشاها..لكنكِ ....(صمت)
تحبّينها وتدافعين عنها دائماً...
( ازداد توتـُّرَهُ أكثر )
أنا لم أطلب منكِ التقرُّب منها.. أنا لا أريد شيئاً من أحد...
صحيح لم أكن مرتاحاً مع مديري في المدرسة, لكن الأمور كانت معقولة, وإصراركِ الدائم عليَّ دفعني للموافقة..
- السِّت عفاف تحبُّنا وتريد الخير لنا يا عارف..
السِّت عفاف لها معارف واسعة.. معارفها أناس فوق,
ستوصلكَ إلى أعلى المراتبْ...
اترك التدريس الممل مع الطلاب, واهرب من مديركَ الذي يوبخكَ يومياً..
السِّت عفاف تستطيع نقلكَ إلى ديوان الوزارة, يعني ستصبح موظفاً مهمّاً, أذونات سفرمفتوحة, وحوافز عالية, يعني سيتحسّن وضعنا... وستصبح حياتنا أجملْ... إضافة إلى ذلك .. الجميع سيخافكَ ويحسبون لك حساباً... أرجوكَ وافِقْ .. أرجوك ... نستطيع أن نشتري سيارة ومزرعة...
ونستطيع أن نسهر في أيِّ مكان,
حتى لو وضعنا ميسوراً, ما المانع من زيادته.
سنفتح شركات كبرى, ونحصل على وكالات عامّة ... اسمع منـّي يا عارف ولا تكابرْ.
اليوم تشغل منصب رئيس ديوان الوزارة, وغداً قد تصبح وزيراً...
[ صمت طويل ] وزيراً
تركتُ وظيفتي التي أحبُّها, تحت ضغطكِ, تحت إصراركِ على تغيير نمط حياتنا.. وكانت النتيجة...
أرجوكِ يا هالة.. لا أريد المساعدة من أحد .. نحن بغنى عنها , هذه التي تسميها عفاف..
عفاف ستجلب لنا المتاعب.
اسمعي مني أرجوكِ يا هالة .. إضافة إلى أنّ وضعنا جيّد..
لسنا بحاجة لأحد..
لكنَّ صوتكِ مازال يطنُّ في أذني..
إذا لم توافق يا عارف فسأكون حزينة جداً.. أنت لا تريد سعادتي.. اسمع يا حبيبي : الست عفاف تريد مصلحتنا, لِم لا نستفيد منها ! الدنيا ستضحك لنا, فلِمَ ندير لها ظهرنا؟
الظروف مواتية والأيام الحلوة آتية.. والسيد نزار إنسان مرتـَّب وكويّسْ, سيوصِلـُكَ إلى فوق.
( صمت قصير )
فوق! .. أين فوق يا ست هالة؟
السيد نزار سيخدمني من أجلكِ.. نعم من أجلكٍ...
إيّاكِ أن تظني أنني لم ألاحظ اهتمامه بكِ .. عيونه تلاحقكِ من مكان إلى مكان ... مطاردته الدائمة لكِ تزعجني...... تخيفني .. هواتفه الليلية التي لم تتوقف عن الطنين... اهتمامه بنا نحو بيتنا ليس عادياً... نعم نحوكِ .. اختلاطكِ
بهؤلاء الأشرار لا يُعجبني.. هذه الأجواء التي تعيشينها كلها بشعة ... لا تعجبني..
إنهم يسببون لي الإرهاق, إنهم سطحيّو التفكير, سطحيّو المشاعر, ولا يرون أبعد من أنوفهِم, أنوفهم الغليظة...
باختصار أغبياء.. نعم أغبياء... مهمومون بأشياء تافهة..
يفترون على الناس الطيّبين... وأنتِ منهم.
نعم منهم... افتروا عليكِ, أقصد علينا.
دخلوا بيتنا, عكـَّروا حياتنا... لم نعد نستطيع التخلـّص منهم.. أخذوا منـّي الأمانْ.. هم السبب.. هم السبب ( يبكي )
أنا لم أكن أودُّ أن.....
[ عارف يدخل خلف الستارة السوداء ]
( يضحك ) .....يا لكِ من امرأةٍ غريبة... تجلسين في البانيو وتبكين... تحبين الجلوس في البانيو!
هيّا ..... هيّا اخرجي... الضيوف على وصولهم يا حبيبتي..
كفاكِ بكاءً... دخلتُ إليكِ لأصالحَكِ ... ردي عليَّ .. انظري إليَّ ... طبعاً لا تريدين النظر إليّ ... السِّتْ عفاف هي التي تـُبعِد المسافة بيننا... من أجل مصلحتها...... من أجل السيد نزار, لأن الأستاذ مُعجَبٌ بكِ.
اسمعي يا حبيبتي.. أرجوكِ تعالـَيْ نترك هذه المدينة اللعينة
ونسكن في مدينةٍ أخرى بعيداً عنهم, بعيداً عن السِّتْ عفاف
والسَّيِّد نزار.. أرجوكِ اسمعي كلامي رُدّي علـَيّ قبل فوات الأوان ..
( يعلو صوتـُه ) اخرسي .. اخرسي
(يخرج عارف من خلف الستارة وقد ابتلَّ بالماء..)
لا تبكي .. هالة لا تبكي .. مصلحتي أنا فوق الجميع ......
( فجأة ً يضجُّ بالضحِكْ .. ثم يتوقـَّف عنه..)
حاولتُ أن أختلط َ بهم, أن أنخرط َ بلياليهم المخمليّة .. لكنني لم أستطِعْ .. والله العظيم حاولتُ لكنني لم ....... (صمت) .. نسيتُ ما قـُلتِ لي ..
اسمع يا عارف.. علينا أن نـُعيدَ العلاقة بيننا حسب الترتيب التالي :
أيُّ ترتيب يا هالة ؟ نحن الآن متزوِّجان .. وهذا الترتيب... الذي تتحدثين عنه هو للعشـّاق نعم للعشـّاق في أوَّل عُمرهِمْ في أوّل زواجِهمْ ...
أمّا بعد عشر سنوات تريدين ترتيب حياتنا! فهذا صعب ...
نعم صعب ( يضحك بهيستيريّة )
زميلة, فعشيقة, ثم صديقة, فحبيبة, وأخيراً سريرُها.. نعم ..
سريرُها ...
اخرسي... هذه فلسفتكِ أنتِ والسِّتْ عفاف...؟ أمّا أنا ففلسفتي
مختلِفة ... نعم مختلِفة..
أنا لديَّ نظاميَ الخاص الذي اخترقتِيهِ ..... وقلـّبْتِهِ رأساً على عقِبْ .. أنتِ وصديقاتِكِ غيَّرْتـُنَّ حياتي وعمري, وتحاولين الآن تغييرَ عقلي؟ نعم عقلي..
طوال عمري وأنا أعيش حياة ً منتظمة...
أستيقظ في الصباح وأغسل وجهي, وأرتدي ثيابي, وأتناولُ طعامي, ثم أذهبُ إلى مدرستي, إلى طـُلابي..
أنا مُدرِّس فلسفة, دخلتُ هذا الفرع عن طيب خاطِرْ, لأنني
أحبُّ هذه المادّة...
طـُلابي يُحبّونني كما أحبُّهمْ ...... أمّا الآن فحياتي أصبحتْ حياة ً أخرى ...
جلستُ في مكان ليس مكاني, ديوان العام للوزارة, وتعرَّفتُ
على زملاءٍ جُدُدْ, وكان من الأجدر أن يتعرَّفَ عليهم أحدٌ غيري.. ومارسْتُ عملاً ليس من اختصاصي .. طقساً ليس طقسي ...
يُعامِلونني بحذر ... ويُوزعون ابتساماتهم لي بخوف..
( فجأة ) خوفاً منكِ ومن السيد نزار .. نعم يخافونني, أليس
هذا ما تريدونه؟ لقد خافوا وخفتُ أيضاً.
سمعتهم أكثر من مرّة يتهامسون ويُثرثِرون ........ زوجته سكرتيرة الوزير... والوزير يمكن لهُ أن يُعاقبنا... سندعوه إلى العشاء كي يسكـُتْ. سنقدِّم له هديّة مُعتبَرة .. كي يغضَّ البصر ...
يفعلون .. ويفعلون أشياءَ مُخيفة ... تزوير..... واختلاسات
معاملات الناس يقبضون عليها,مخيف ........مخيف الذي يحصل.
( صمت وقد حدَّقَ بالهاتف طويلاً )
ليس من عادته أن يبقى صامتاً ذلك الهاتف !
رنينه كان يملأ المكان.. يومان وهو صامتْ ..شيء مدهش
( حركة خلـْف الستارة السوداء, ثم صوت ماء )
طبعاً لا يُعجبكِ كلامي...
( ينهض من مكانه وكأنهُ يريد إصلاحَ شيءٍ ما,يحمل السلم
المركون جانباً, ويصعد ليُصلِحَ أحد حبال الزينة..)
هيّا يا حبيبتي بسرعة ... تعالـَيْ وانظـُري كم أصبح المكان جميلاً .. الصالون جميلٌ جداً..
( يهبط من على السّلـّم.. يحمله ويضعه جانباً )
مكانكِ أنتِ هنا ..
(يقترب من المسجِّلة )
ما رأيكِ بفيروز ؟ أعرف أنكِ تحبينها ..( يُشعلُ المسجِّلة)
[ عارف يتمايل على صوت فيروز بنشوة ]
أتذكرين؟.. أتذكرين رقصتي ؟ في البداية لم تعجبْكِ .....
أمّا الآن فأصبحتُ راقصاً مهمّاً مثلكِ يا حبيبتي..
( يرقص بقوّة )
تعلـّمتُ الرقص من أجلكِ .. أصبحتُ راقصاً بارعاً..
( عارف يجلس خلف طاولته, ويُحدِّث نفسَه )
تعبتَ .... نعم تعِبْتَ .. لم تعُدْ قادراً على الرقص كما كنتَ يا سيِّد عارف ..
( بهدوء )
هذه الأغنية تـُذكـِّرُني بصباحيّةِ عُرسِنا.. نعم عُرسِنا .....
أنتِ التي اخترتِ هذه الأغنية. يومها تحدثنا عن فيروز.نعم كنتُ سعيداً, سعيداً جداً.
وسمعنا أغنيتها بشغف .. آه .. فيروز .. فيروز .. لو لم تكن
موجودة.. لأصبحت حياتنا كريهة .. نعم كريهة.. ومملـّة .
( الستارة السوداء تتحرّك بعنف.. )
أبداً .. أبداً لم أرفُضْكِ يا هالة.. [ تتغيَّر ملامحُهُ ] أنا ... أنا ...
رفضتُ فكرة الزواج فقط. لكنكِ أنتِ لا..[يصرخ] أنا لا
أكذب! أنا أحببتُكِ وتعلَّقْتُ بك, وخفْتُ عليكِ مثلما يخافُ الأبُ على ولَدِهِ....
كنتِ بمثابةِ ابنتي وحبيبتي ورفيقتي.. نعم كنتِ كذلك......
لم أكن أعرف أنّ الأيامَ تُخبّئُ لنا المتاعب, وأننا سنصل إلى ما وصلنا إليه... الذي جرى الآن بسبب عنادِكِ [يصرخ ]
كان بإمكانِكِ أن ترفضي ...
حين سألكِ أبي وافقتِ على الفور, لم ترفضي أبداً..
كِلانا .. كِلانا أخطأ .. نعم كِلانا يتحمَّل المسؤوليّة..
أبي قال لي ذلك ... أنا لا أتهرَّبُ من الحقيقة ..[ يرتبكْ ]
أنا لا اُنكِرُ ... أجبرني أبي بكِ .. أنا لا أستطيع أن أرفضَ لهُ طلباً.. أنا ماكنت بحاجة للزواج مرة ثانية ...
عرفتُ حظّي في المرّةِ الأولى مع تلك المسكينة المرحومة.
(يتخيَّلُ والدهُ ) أرجوكَ يا أبي ... زوجتي الله يرحمها .. غاليةٌ على قلبي ... وأنا لم أعُدْ أُفكِّرُ بالزواج...
أرجوكَ يا أبي لا تخَفْ عليَّ ... أنا أتدبَّرُ شؤوني لا تقلق من أجلي ...
إنني في الأربعين من العمر وما زلتَ تخاف عليَّ ... معقول؟!
بعدين أنا لديَّ ولدٌ أصبحَ شابّاً .. صحيح مسافر للدراسة..
لكنني متعلِّقٌ به وسألتحق به قريباً ... هو بحاجةٍ إليَّ, بحاجةٍ لأنْ أقفَ إلى جانبه في كلِّ شاردةٍ وواردةْ.
(يصرخ)
أنا لا أخالفُكَ ولكنْ أرجوكَ لا تغضبْ عليَّ ... إلاّ غضبَكَ يا أبي.. رِضاكَ عندي بالدنيا .
أتزوَّجُ مَنْ ؟
هالة ابنة المرحوم أبو سليم؟
ولكنْ يا أبي هذهِ تصغَرُني بعشرين سنة ... يعني بإمكانها أن تتزوّج شابّاً بعمرها ...
(صمتْ)
يومها لم يسمعْني, لم يمنحْني الفرصة كي أُعبِّرَ عن وجهةِ نظري ...... قهَرَني ...
( صوتُ الماء يعلو أكثر )
نعم وافقتُ ... لكنْ ليس طمعاً ... إنني لم أطمعْ بكَ يوماً .
لكنني وافقتُ مُجبَراً ... نعم مُجبَراً ..أبي بالنسبةِ لي ..... [صمتٌ قصير] هو بالنهايةِ أبي..
(صارخاً)
أعرف.. أعرف أنني السبب... لكن إيّاكَ أن تظُني نفسك خارج اللعبة...نعم لعبة,منك ومن زوجةأبي التي لا ترحم ؟ ! لماذا لا أعرف ....
كلُّكمْ أشرار .. نعم أشرارْ
لا تتركون أحداً يعيش بهدوء.. هؤلاءِ أوباش.. حوَّلوا حياتنا إلى جحيم... أصبحتُ كالمجنون أراهمْ في نومي .. أراهم في كلِّ مكان .. نعم المتوحِّشون في كلِّ مكان .. من الصعبِ أن يُحافِظَ الإنسانُ على نفْسِهِ طاهِراً... آه لو أنني مِتُّ...
لو أنني لم اُخلَقْ...
( يدورُ كالمجنون )
ما لكِ تضحكين؟ ألا يُعجِبُكِ كلامي ؟ طبعاً لا يُعجبُكِ, لأنكِ فعلتِ ما برأسِكِ, وعملتِ سكرتيرة خاصّة للسيِّد نزار ..
(صمت )
صحيح سكتُّ لكنني لم أوافِقْ... أبداً لم أُوافِقْ ... إصرارُكِ
وطُموحكِ الجامِح هو الذي أجبرني على الموافقة.
حوَّلْتِ بيتنا إلى فندق... نعم فندق... تنامين فيهِ وقتَ الرّاحة.. الذي حوَّلَ حياتنا إلى جحيم ... وبعدَ كلِّ هذا .. تطلبين الطلاق !
تمرُّدُكِ وعِنادُكِ هما اللذانِ أوصلانا إلى هنا... نعم عنادُكِ.
أتذكرين .. أتذكرين يوم تعلَّمْتُ العزْفَ على آلةِ الكمان ؟
( صمتٌ طويلٌ جداً )
في الخمسين من العمر تعلَّمْتُ العزفَ من أجلِكِ... كنتِ تحبّينني أن أعزِفَ .. أن أكونَ فنّاناً ... [صمت } رقص.... وعزف ....{صمت]
منذ زمن طويل لم أعزِفْ [ صمتٌ طويلٌ جداً ] منذ زمنٍ لم أبكِ...
( فجأةً ) أريدُ أن أعزِف ... نعم أريد أن أعزِف ...
( بحزنٍ شديد ) أنا لا أستطيع النوم .. لا أستطيع, وحيد .. نعم وحيد..
( يتناول الكمان ويبدأ بالعزف )
( فجأةً يتوقف العزف على رنين الموبايل الذي أزعج عارف كثيراً .. يضع آلة الكمان على الطاولة ويُخرِج الموبايل من معطف هالة )
ألو .. ألو .. [ يُغلِق الموبايل ] لا أحد يرُدّ..
لا يريدون سماع صوتي, لا يُعجبُهم .. الكلّ يريدون سماعَ صوتكِ .. نعم صوتك!
تعلمين جيداً أنني لم ألمس أغراضَكِ أبداً, لكنكِ مشغولة... حسنٌ لن ألمسهُ مرّةً أخرى ..
لكن هواتفَكِ كثيرة يا سِتْ... أنا.. أنا لا أحد يتّصلُ بي... منذ زمن لم يعد يتصلُ بي أحد.. جميع الاتصالات تأتي إليكِ
أما أنا يا حبيبتي.. الاتصال الوحيد الذي استلمتُهُ كان من ابني.. نعم ولدي الوحيد, كَمْ أنا مشتاقٌ إليه... مشتاقٌ أن أضمَّهُ.. أحضنَهُ.. [فجأةً] بينما كان أبي يقسو عليَّ .. يتدخَّلُ بالصغيرةِ والكبيرة... يا أبي اسمعني.. حرّيَّتُكَ تنتهي عندما تبدأ حرّيَّةُ الآخرين.
مَرّاتٍ عديدة حاولتُ مناقشتهُ, لكن لا فائدة.. تدخُّلاتُهُ الكثيرة أتعبَتْني, وأصبحتُ أكرهُ أن أراه .. لآنه يريدني أن أنفِّذ كلَّ رغباته دون تردُّد.
مع أنه كان مشغولاً بأولادِهِ وزوجتِهِ اللعينة, التي تعرَّفَ عليها أثناءَ وجودِ أمي, تزوّجها ولم يعِرْ اهتمامَهُ لأحد.
أمي ماتتْ قهراً منها... من تلك الحيّة التي لعبتْ برأسِ أبي..
تكرهني.. زوجةُ أبي تكرهني,.... لأنني وقفتُ لها سدّاً أمامَ زواجها من أبي.
كيف تتزوّجين أبي ؟ كيف تخونين صديقتكِ وتأخذين منها زوجَها؟ أيُّ قلبٍ تملكين!
أغرتْهُ بجسدها, وطولَها الفارِع وجسمِها النحيل, وأبي كاي رجل سقط من أوّلِ نظرة.
كأنها سحرَتْهُ! حوَّلَتـْهُ إلى رجلٍ مجنونٍ بها.
كلّ ما تقولهُ مَسموع, ومُنفَّذ دون شروط, كأنَّهُ أداةٌ في يدها! تحوَّلَ حُبُّهُ إلى أمي سخرية.
كلُّكُمْ هكذا تلعبون... نعم تلعبون... تحبّون اللعِبَ بقلوب المساكين أمثالنا.
أبي... لم أذكرْهُ يوماً أنه قبَّلَني أو عانقني أو وضع يدهُ على رأسي...بينما حنانَهُ الدافئ يُعطيهِ لتلكَ الحيَّة...
مسكين أبي... مسكين... بِنْتُ وقتِها .. كما يقولون...
حيّة من تحتِ تِبْنْ. نعم نفَّذْتُ أوامِرَهُ, لأنني لا أستطيعُ مخالفتها... لا أعرف لماذا؟
(فجأة )
لكنكِ السبب.. نعم أنتِ السبب, لو سمعتِ كلامي ما كان حصلَ ما حصلْ... إنما عنادُكِ فظيع.. فظيع.
أنتِ أيضاً وافقتِ ولم تُمانِعي.. لماذا لم تُعارِضيه؟ لماذا؟
وافقتِ على شيءٍ لا تحبينه... إلاّ إذا كانت هناك قضيّة لا أعرفها! أو سَرّاً .. نعم سِرّاً في حياتِكِ وحياتِهم.
مؤامرة.. نعم مؤامرة عليَّ.. أنتُمْ جميعاً تآمرتُمْ عليَّ. ولبِسْتُ ثوباً ليس ثوبي..
هو الذي أقنعني بأنّ والدَكِ المرحوم, قد ترككِ أمانةً عندهُ, وبأنَّ أبي المسؤول عنكِ وعن حياتك.
والأمانة صعبة...
يومها بكى أبي بُكاءً شديداً...
( يأسْ )
لم ألحظ الخوفَ في عينيهِ, لم أنتبِهْ إلى إصرارِهِ على الزواج منكِ...
طلبَكِ وأنتِ وافقتِ... هكذا قال لي... :
اسمع يا عارف... إنَّ فارق السِّن بينكما ليس كبيراً ...... ما المانع يعني عشرين سنة...
أنتَ إنسان مثقَّفٌ دارِسٌ, خَلوقٌ و مهذَّب, وتستطيعُ أن تُسيِّرَها كما تريد...
الفتاة صغيرة, ولا تعرفُ شيئاً عن هذه الدنيا... تزوَّجْها يا ولدي واحفظْ كرامتي وشيبتي...
( كمجنون يدور في مكانِه )
أنا يريدُني أن أحفظَ لهُ هيبتَهُ وكرامَتَه !
آه ه ه ه ه آه ..
(حزيناً) من يتستَّرُ على العيب مرّةً, يكون هو العيب بذاتِه.. وأنا تستَّرْتُ ... نعم تستَّرْت !....
(صارخاً ) لم أكُنْ أُفكِّرُ بثروة أبيكِ.. لم أكُنْ أُفكِّرُ بها مطلَقاً
(يصرخ) هو الذي سرق أموالَكِ.. لستُ أنا.. أبي مَن سرق أموالَكِ..
تعالَيْ إلى هنا .. من حقّي أن أسألَكِ أين كنتِ ؟
غيابُكِ المُستمِرّ عن البيت يقلقُني... سهَرُكِ الدّائم يُزعجُني..
هالة... أرجوكِ افهميني.. أنا أخافُ عليكِ من أولااد الحرام.. لأنهم وحوش.. وبِلا أخلاق..
(لِنفْسِه)
وبعدَها انفجرْتِ علّيَّ كالبُركان...
اسمع أنتَ لا علاقة لك بي.. كلّ ما تريدهُ يصِلُ إليكَ...
اتركْني أستمتِعُ بحياتي.. مازِلْتُ صغيرة في السِّنْ وأنتَ
(صمت) أنت...
بعدين.. السِّتْ عفاف.. لا أحد يسألُها إضافةً إلى... عفاف..عفاف [ يضحك]
لقد مللتُ هذا الاسم . هذه المرأة أقحمتْ حياتَنا وقلبَتْها .
طبعاً لا أحبُّها... الكُلّ يتحدَّثُ عنها...
اخرسي... نعم اخرسي.. بيتُها مأوى للحثالة... نعم حثالة
ماذا؟ ماذا قلتِ؟ لستُ رجُلاً!
لماذا لستُ رجُلاً؟ أ لأنني أدافعُ عن كرامتي وشرفي؟
أمْ لأنني لم أوافِقْ أن تمشين على هواكِ !
اسمعي... من اليوم.. عليكِ أن تجلسي في البيت, ولا تخرجي منه أبداً.. أنا زوجُكِ ومِن حقّي عليكِ تنفيذ أوامِري..
أوامِري يجبْ أنْ تُنفَّذ..
ماذا؟
تُهدِّدينني بالسَّيِّد نزار!
طز في الوظيفة.. وبالسِّتْ عفاف.. وبأبي
طز فيكُمْ جميعاً...
كلكم وحوش... كلكم أشرار... الشَّرُّ في قلوبكمْ..
وأنتِ ... أنتِ شرّيرة... نعم شرّيرة...
قتلتُم الحبَّ في داخِلي.. طغيانُكمْ على الناس.. غرورُكم الذي لا ينتهي... جشعُكم البَشِع هو الذي لم أعُدْ أحتمِلُه
يجب أن ينتهي كلّ شيء.. نعم كلّ شيء... اخرسي .. اسكتي... قلتُ لكِ اخرسي..
[ صمت, ينفجرُ بالضحك, ثم يعودُ الصمتُ يُخيِّمُ على المكان]
(شارداً)
إذا اضطرَّتْكَ ظروفُ الحياةِ لأنْ تقتُلَ, فاقتُلْ ولا تندمْ
على ما فعلْت ...
( يدخل عارف خلف الستارة السوداء, يفتحها, فنلمحُ ثلاث أكياس سوداء كبيرة وسط بانيو الحمّام ودش الماء
يهطلُ عليهم بغزارة.. عارف يضربُ الأكياس بكلِّ قوَّتِهِ)
عليكِ أنْ تموتين.. يجب أن تموتي.. عليَّ أن أغسِلَ عاري.. موتي .. عليَّ أن أقتلَكمْ جميعاً.. نعم حميعاً.. أبي.. عفاف
زوجة أبي.. نزار.. كلّكمْ.. موتي .. موتي .. موتي يجب أن أتخلَّصَ منكم جميعاً..
( يرنّ الموبايل, ثمّ نسمع رنين الهاتف الموجود في زاوية المسرح لأولِ مرّة... طرقات سريعة ومتلاحقة على الباب الخارجي.. تختلِط الأصوات بعضها ببعض.. ثم نسمع صوت سيّارة إسعاف...
عارف يضجُّ بالضحك والبكاء وقد تحوّل المكانُ إلى ضجيج... وعارف ما زال واقفاً وسط البانيو)
(يصرخ)
اذهبوا عنّي.. ابتعِدوا عنّي.. لا أريد أحداً.. اتركوني.. ابتعدوا.. لا أريد أحدا.
( يخرج عارف من بانيو الحمّام, وقد امتلأ بالماء.. يقترب ناحية الطاولة.. ويفتح زجاجة الفودكا ويشرب.. يأتي من بعيد صوت فيروز..)
عيد ميلاد سعيد.....
....................











مسرحيّة الكهف: تأليف تمّام العواني
إشراف زهير العُمَرْ
تنفيذ الإضاءة : إحسان رستناوي
تصميم الأفيش والبروشور : سهف عبد الرحمن
قُدِّمَ هذا العرض في مهرجان حمص المسرحي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ali
المدير العام
المدير العام
Ali


عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 14/09/2010
العمر : 29
الموقع : سوريا !!

لعب !!
لعبة النرد: 1

مسرحية بعنوان الكهف للفنان تمام العواني Empty
مُساهمةموضوع: ليك عمر   مسرحية بعنوان الكهف للفنان تمام العواني Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 10, 2010 10:15 am

تمام العواني قريبك ؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://strongerguy.yoo7.com
 
مسرحية بعنوان الكهف للفنان تمام العواني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسرحية أخرى للفنان تمام العواني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب وصبايا  :: قسم المسرح-
انتقل الى: